تظهر الأقمار المكتملة كل 29 يوماً تقريباً، عندما تشرق الشمس على القمر من خلف الأرض مباشرةً، لتضيء وجهه بالكامل، وتحدث ظاهرة القمر العملاق ثلاث أو أربع مرات فقط في السنة، وتظهر الأقمار دائماً على التوالي.
وقد ترك ظهور البدر العملاق تاثيرا على الثقافات والعادات والتقاليد لدى كثير من الشعوب حول العالم.
في هذا الوقت من العام يشرق القمر بعد غروب الشمس بوقت قصير، مما يعني أن المزارعين الذين كانوا يسارعون لجمع محاصيلهم كانوا قادرين على مواصلة العمل حتى وقت متأخر من المساء تحت ضوء القمر. بالطبع في الوقت الحاضر يستخدم معظمهم المصابيح الكهربائية.
خلال مهرجان تشوسوك في كوريا، تجتمع العائلات للاحتفال بالحصاد وتقديم الشكر لأسلافهم.
في الصين، يقام مهرجان منتصف الخريف، تشونغكوي جي (ويسمى أيضاً مهرجان القمر)، في يوم قمر الحصاد، وهو يوم عطلة رسمية. يعود تاريخ المهرجان إلى 3 آلاف سنة مضت، وكان يقام ترقباً لمحصول وفير.
يعتقد البوذيون أن بوذا ولد تحت ضوء القمر المكتمل قبل 2500 سنة. ويعتقدون أيضاً أنه بلغ الاستنارة ومات تحت ضوء القمر المكتمل.ويتم الاحتفال بهذه الأحداث في عيد بوذا بورنيما، والذي عادةً ما يقام في يوم اكتمال القمر في شهر أبريل/نيسان أو مايو/أيار.
ما هي الخرافات والأساطير التي تحيط بالقمر المكتمل؟
في القرن الرابع قبل الميلاد، كتب المؤرخ الإغريقي هيرودوت عن قبيلة من سيثيا (فيما يعرف الآن بروسيا) تدعى النوريين، مدعياً أنهم يتحولون إلى ذئاب عدة أيام كل عام.وفي أوروبا تحديداً بين القرن الخامس عشر والقرن السابع عشر، تمت محاكمة عدد من الأشخاص بتهمة التحول إلى ذئاب ضارية.
وإحدى أشهر القصص في هذا السياق تعود لمالك أرض يُدعى بيتر ستوب (أو ستومب) في ألمانيا، ففي عام 1589 ادعى الصيادون المحليون أنهم رأوه يتحول من ذئب إلى إنسان. وبعد تعرضه للتعذيب، اعترف بيتر بامتلاكه حزاماً سحرياً استخدمه للتحول إلى مستذئب، مما سمح له باصطياد الناس وأكلهم.
كيف يؤثر اكتمال القمر على حياتنا اليومية؟
تشير الدراسات إلى أننا ننام بشكل أقل عندما يكون القمر بدراً
يعتقد البعض أن اكتمال القمر يسبب اضطراباً في النوم
تشير الدراسات إلى أنه خلال فترة اكتمال القمر أو قرب اكتماله، يستغرق الناس وقتاً أطول للنوم، ويقضون وقتاً أقل في النوم العميق، كما ينامون لوقت أقل، وتقل مستويات هرمون الميلاتونين في أجسامهم – وهو الهرمون الذي يساعد على النوم.
وقد أفاد الأشخاص المشاركون في الدراسات أن نوعية نومهم تنخفض حتى عندما ينامون في غرف مغلقة مظلمة تحجب ضوء القمر المكتمل.
ويزرع العديد من البستانيين البذور والبراعم في وقت اكتمال القمر (كما يفعل أهالي بالي خلال فترة اكتمال القمر (بورناما) اعتقاداً منهم أن ذلك يحسن التربة.
وعندما يكون القمر بدراً، فإن قوة جاذبيته تجذب جانباً واحداً من الأرض بينما تجذب قوة جاذبية الشمس الجانب الآخر، وبالإضافة إلى أن هذا يتسبب في حدوث مزيد من المد والجزر، يُعتقد أيضاً أنه يؤدي إلى سحب المزيد من الرطوبة إلى سطح الأرض.
ووفقاً لدراسة أجريت في برادفورد في المملكة المتحدة في عام 2000، فإن اكتمال القمر يدفع الحيوانات إلى العض بصورة أكبر.
ووجدت الدراسة أنه بين عامي 1997 و1999، ارتفع عدد المصابين بعضات الحيوانات بشكل ملحوظ في الأيام التي يكون فيها القمر بدراً.