صنعاء تحيي الذكرى الثانية لرحيل رائد الفكر والتنوير أديب وشاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح

نظمت أسرة شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح بمركز الدراسات بصنعاء اليوم فعالية خطابية بمناسبة الذكرى الثانية لرحيل رائد التنوير والثقافة والأدب العربي الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح بحضور كوكبة من رجال الفكر والأدب والسياسة تحت شعار " الذكرى والذاكرة ".

 

وفي الفعالية عبرت أبنت الفقيد الراحل آمال المقالح في كلمة الأسرة عن الألم والحزن لحجم الفقد الذي تركه رحيل والدهم الذي فارقهم جسداً فيما روحه باقية معهم مدى الأزمان.

 

وأكدت أن أكثر من عامين مضت ومازالت الأسرة تتجرع مرارة الفقدان والفراق لإنسان بحجم وطن قدم حياته في خدمة بلاده وشعبه وأجياله ومحبيه من الشعراء والأدباء والأكاديميين والمثقفين .. مبينة أن ذكرى فراق والدها ستظل عالقة في أذهان ووجدان أسرته ومحبية وستبقى حاضرة معهم الى الأبد وسيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته.

 

من جانبها أكدت أمين عام إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هدى أبلان أن رحيل القامة الوطنية والإبداعية الكبيرة الدكتور عبد العزيز المقالح مثل خسارة كبيرة على كافة المستويات اليمنية والعربية و الإنسانية باعتباره مدرسة الإبداع والشعر والوطنية والأكاديمية والإدارية والإنسانية وشاهد تاريخي على منعطفات وطنية وفكرية كان فيها الراحل شوكة ميزان ومنارة استضاء بنورها الأجيال.

 

واشارت إلى ان اليمن فقد برحيل الدكتور المقالح أحد مشاعل التنوير والإبداع اليمني ، مبينة أن الأجيال كان يتحلقون حوله يبحثون عن بصيص ضوء في أخر النفق ، وكان الدفء الروحي الذي كان يبثه في كل الاتجاهات ومع كل الناس حتى الذين يختلفون معه والباب الذي كان مشرعاً في وجوه المتعبين والمقهورين والباحثين عن ضوء يهديهم إلى الإبداع وبث الحياة في وجدان الأمة اليمنية والعربية .

 

وأكدت ان اليمن فقدت أحد رواد الوطن الكبير الثائر الجمهوري السبتمبري رجل الدولة الذي اعطى الوطن حتى النخاع وسكب إبداعاً وأدباً فكراً وتاريخاً على ثرى هذه الأرض العظيمة عرفه الجميع أبناً لكل التراب اليمني المشتعل بالثورة والجمهورية وحرية الوحدة وكل السباقات المتحضرة .

 

وتطرقت إبلان إلى دور الفقيد الراحل في تأسيس إتحاد الإدباء والكتاب اليمنيين منذ لحظات الإرهاصات الأولى وكان يعتبر هذا الصرح الخالد هو الجامع الطبيعي لكل الإبداع اليمني بعيداً عن تناقضات ، السياسة وتجاذبات البندقية .. 

 

وذكرت أن الفقيد الراحل ساهم في تعزيز مكانة اليمن الطبيعي في الوجدان العربي والإنساني واستعاد آلته التاريخي في الذاكرة الجمعية كتاصيل إبداعي للبلد المهد الذي تغنى به الشعراء والقاصون والروائيون والتشكيليون والفنانون من جديد بفضل تقديم المقالح النوعي لهذا البلد العظيم .

 

وأوضحت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين أن الأديب العربي المقالح فقدته الأمة العربية جمعاء والإبداع الإنساني الحقيقي ، فقد رثاه الجميع وبكته الأرض ، وكيف يمكن أن تذكر اليمن أو نراها بدونه .

 

فيما أشارت كلمة مركز الدراسات والبحوث اليمني للأديب والكاتب قادري أحمد حيدر إلى أن أحياء الذكرى السنوية الثانية لرحيل شاعر وأديب اليمن الكبير الدكتور المقالح هو لاستذكار مناقبة وجزء من سيرته وحياته التي سخرها لحمل رآية القيم وفصوص الزهد الإنسان والشاعر الكبير عبد العزيز المقالح الذي تجسدت سرديته من المهد إلى لحظة الرحيل في أبدية الوعي الثقافي والتاريخي حضور في الغياب علو في الحياة وفي الممات .

 

وأكد أن في هذه المناسبة تعجز الكلمات وترسب مفردات الكلام وتتعثر لغة الخطاب في امتحان الكلام والتعبير عن وداع عزيز اليمن والايفاء بحقه من الانصاف في القول الذي يليق باسمه ودوره ومكانته وتاريخه .

 

وتطرق إلى اسهامات الفقيد العلمية والفكرية والشعرية والأدبية وتمكنه من جعل من بسيط الكلام سهلاً ممتنعاً ومن مستحيل القول شعراً صافياً وخالداً في نفوسنا حتى آخر زفرة في ندبه الحرب والموت وهي زفرات الآسى التي لم يكن فيها يرثي نفسه كما توهم البعض بقدر ماكان يتحسر ويتألم على وطن رآه يتلاشى من بين أصابع بفعل الاطماع والهيمنة.

 

وأكد أن الفقيد المقالح كان قيمة مضافة على الصُعد كافة القيمية والثقافية والأخلاقية وفي كامل هيئته البلاغية والإنسانية وصعب استغراقه في عبارة أو مقابلة أو جملة نقدية فكان مكتبه مفتوحاً للجميع يستمع للصغير قبل الكبير ويساهم في تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية للجميع، وكان لم يتوقف عن كتابة الرسائل العامة والشخصية لمن يعرفهم ولمن لا يعرفهم كخدمة لمن يأتون آليه طالبين ذلك .

 

فيما أكد الدكتور عبد الكريم يحيى راصع في كلمة الأكاديميين بجامعة صنعاء أن الفقيد الراحل المقالح لعب دوراً كبيراً في تطوير جامعة صنعاء، فقلد أهتم بمقومات ومرتكزات التعليم العالي الثلاث " الطالب، الاستاذ، والمنهج، وثم المنشآت التابعة للجامعة، فضلاً عن تعامله مع الجميع بتواضع وتعاطف خاصة مع الطلاب وحرصه على إتاحة الفرصة لهم لتسجيلهم في الكليات التي يرغبون بها .

 

وأشار إلى اهتمام وحرص الفقيد المقالح على قبول الطلاب والطالبات في كلية الطب واتاحة لهم الفرصة التقديم لامتحان المفاضلة ويتابع بدقة مع نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب ومع عميد الكلية واللجان المشكلة لعمل الامتحان وإتاحة المجال لأبناء المحافظات التي لايوجد فيها أطباء وطبيبات مثل محافظات" مأرب، الجوف، صعدة، حجة، صنعاء، البيضاء، المحويت، قبل الوحدة وبعد الوحدة" شبوة وأبين والمهرة وحرصه الشديد أن يتخرجوا من الكلية ويذهبون للعمل بمحافظاتهم .

 

ولفت الدكتور راصع أن الفقيد الراحل كان يهتم باستقطاب أفضل الأساتذة للعمل بكلية الطب سواءً من الأطباء اليمنيين او المتعاقدين من الأساتذة الزوار من مختلف الدولة العربية وفي امتحانات كلية الطب النهائية يحرص على استقدام أفضل الأساتذة للمشاركة في الامتحانات من مصر والعراق وسوريا والإردن ومن لندن وكندا .

 

وذكر أن الفقيد المقالح كان يشجع رؤساء الأقسام بالكلية أن يدعوا أفضل الأساتذة في المشاركة في هذه الامتحانات ويتابع شخصياً ترتيبات إقامتهم في أفضل الفنادق بالعاصمة ومنحهم المكافآت المالية التي يستحقونها واعطائهم الهدايا اليمنية القيمة .

 

واوضح الدكتور اصع أن في عهد الفقيد الراحل الدكتور المقالح استطاع أن يستقطب أفضل أساتذة الطب في الوطن العربي وأوروبا وكندا الذين أتوا إلى كلية الطب وعملوا وشرحوا علهم لأبنائهم الطلاب والطالبات بجامعة صنعاء مستعرضاً نخبة من أفضل الكوادر الطبية العربية والعالمية التي تم استقطابهم إلى جامعة صنعاء ومدى الانطباع التي أثرت فيهم خلال زيارتهم لليمن ومدى الحفاوة والاستقبال التي حظوا بها ونقلها إلى بلدانهم.

 

وأكد أن الدكتور المقالح حرص على اختيار أفضل المعيدين بمختلف الكليات بجامعة صنعاء والمدرسين المساعدين واختياره أكثر من 600 معيد ذهبوا للدراسة والتأهيل بجمهورية مصر العربية والذي كان الدكتور راصع احد المبتعثين ، وكذا اختيار الكثير وابتعاثهم إلى عدد من البلدان الشقيقة والصديقة وعاد هولاء الأساتذة بجامعة صنعاء وتعيين الكثير منهم وزراء ومحافظين وسفراء وعمداء كليات ورؤساء جامعات ورؤساء أقسام وقضاة ومحامين .

 

وأكد الدكتور راصع أن في عهد الفقيد الراحل المقالح تم إنشاء كلية الطب بجامعة صنعاء، وكليات " الهندسة، الزراعة، والتجارة، والحقوق، والتربية،ومبنى الإدارة الجديد، وغيرها من الكليات وتم بناء كليات التربية في مختلف المحافظات وتحولت بعد ذلك إلى جامعات، وحرص على رفدها بكل التجهيزات اللازمة .

 

فيما استعرض الشاعر والاديب محمد عبد السلام منصور زميل ورفيق درب الفقيد الراحل منذ 65 عاماً محطات من سيرة الدكتور المقالح منذ شبابه الباكر حين اتى إلى صنعاء من الريف وكان مسكوناً بحب باليمن ومتألماً على التخلف التي ماتزال ترزح فيه، ووهب نفسه من اجل اهداف نبيله حب اليمن و العمل من اجل تقدمها ، وأدرك أن الجهل أول مايمكن ان يتجاوزه اليمن من اجل يتقدم. .

 

وأشار إلى دور الفقيد الراحل في رعاية المبدعين في مجالات الأدب والفن والبحث الأكاديمي ودعواته المتواصلة للسلطة السياسية والمجمع اليمني إلى الاستمرار في نشر التعليم بعد أن أسس بعمله الدؤوب في نشر التعليم الجامعي اثناء رئاسته لجامعة صنعاء ورئيس المجمع اللغوي ، وكذا دوره في اثراء المكتبة اليمنية والعربية بالشعر والنقد والأدب والأفكار الى جانب مقالاته الصحفية الأسبوعية واليومية ودوره كباحث في مركز الدراسات والبحوث الذي تمكن من النهوض بواقع الثقافة العربية .

 

ولفت إلى ان الفقيد انتقل إلى مصر بعد تحقيق الثورة ودرس هناك الدراسات العليا واصبح بيته وسط القاهرة مزاراً لكبار الأدباء والشعراء والمفكرين وغيرهم من ادباء والمفكرين العرب حتى رجوعه الى اليمن نابغة في الشعر والثقافة والأدب والنقد وعلماً من اعلام الثقافة العربية.

 

وألقيت كلمات من قبل الباحث عبد الرحمن العلفي، والدكتور حمود العودي، ويحيى العرشي، استعرضت ادوار ومآثر الفقيد المقالح التي تفرد به عن غيره من الأدباء ومفكري الوطن العربي وتشجيعه للباحثين والمفكرين والأدباء الشباب ليكونوا محاضرين ومفكرين وتعليمهم الدلالات التدوينية والتكوينية للنصوص الأدبية وكيفية التحليل في بعض العناوين والمقررات.

 

وأكدوا أن اليوم يتم احياء الذكرى الثانية لرحيل علم وقامة وطنية و أيقونة النظال و رائد التنوير والثقافة واحد زعماء الشعر الكبار على المستوى المحلي والعربي ورمز من رموز التربية التي احتضنت الأجيال وبنت لها سوراً يحميها من آفة الجهل ومحنة تزييف وعي الأمة .

 

وأشاروا إلى أن الأديب المقالح غادرنا قبل عامين إلى جوار ربه ولكنه ترك حياة كاملة من الفكر ستظل الأمة تتزود بها وتقتات منها سنين وأجيال، وستبقى حياتهم الحقيقية خالدة تنير الطريق لأولي العزم من الناس .. مؤكدين أن الدكتور والأديب والمفكر المقالح كان أحد أبرز صناع التحولات الثقافية والأكاديمية في اليمن والوطن العربي وصاحب الرؤية القومية والموقف القوي الذي أنتصر لقضايا الأمة والإنسان العربي.

 

كما أكد المتحدثون أن المقالح ترك بصمة تؤسس لمنهجية العمل والتعليم والمدرسة النقدية إضافة إلى إثرائه وتميزه بأنتاجه العلمي الزاخر الشاهد على مكانته العلمية والوطنية والثقافية والفكرية على مستوى اليمن والوطن العربي ، معتبرين الفقيد الراحل كان يمثل أكاديمية متكاملة وعظيمة وكياناً ملهماً تعلمت منه الأجيال وظل بابه مفتوحاً للجميع وكذلك قلبه وعقله وتدفقه الإبداعي وعطاؤه الأكاديمي .

 

تخلل الفعالية حضرها نخبة من رجال الفكر والسياسية والأدب والشعر واصدقاء ومحبي وأسرة الفقيد الراحل المقالح ، قراءة الفاتحة إلى روح فقيد اليمن وشاعرها الكبير الدكتور المقالح، وتقديم قصائد شعرية للشاعرين يحيى الحمادي بعنوان " الموت إحدى الراحتين، مرثاة للفاقدين ، وقصيدة أخرى للشاعر عبد الكريم الرازحي عبرت عن الحزن والأسى لرحيل هامة وطنية بحجم الدكتور المقالح ".

متعلقات