الاستاذه مها عوض لبرنامج النساء والسلام النساء عنصر أساسي في بناء هذا المجتمع وبناء الوطن
2021/09/13 - الساعة 06:14 مساءاً
السلام نيوز
ام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته، وسلام على كل امرأة يمنية تؤمن بأنه دائما لا توجد حرب جيدة أو سلام سيء، ولذلك نسلط الضوء في خلال برنامج النساء والسلام على مجموعه من أهم وأبرز القيادات النسوية في اليمن، وذلك لنتعرف على دورهن في آلية عملية السلام. دعونا في بداية حلقة اليوم نرحب بضيفتنا الأستاذة مها عوض.
أهلا بك أستاذة مها.
أهلا وسهلا.
ونذهب للتعرف عليها أكثر من خلال هذا الريبورتاج.
أهلا بكم من جديد. هلا بالأستاذة مها حياك الله يعطيك العافية.
أستاذة مها، في هذا البرنامج نحن نتحدث عن مجموعة من القضايا السياسية المهمة التي تخص عملية السلام في اليمن، ودور المرأة في ذلك، عن مسارات السلام في اليمن والعملية السياسية. لماذا بداية يبدو مسار النساء في المسار الثالث غير منظور رغم تقبل المجتمع لذلك؟
مع أنه في أوقات طبعا أنا أشكركم وأشكر كثير في العمل على البرنامج هذا وتسليط الضوء على قضايا النساء والسلام، وأدوار النساء في السلام، وذلك يعتبر تميزا نوعيا. أحب الإشادة أيضا إلى أن مسألة عمل أو نشاط النساء على مستوى المسارات ليس بالمقيد فقط في المسار الثالث لأن هناك كما نعرف الثلاث المسارات الأول ذا مرتبط للأسف بتقرير أو بالأصح مدى موافقة أطراف النزاع على المعنيين بهذا المسار على مشاركة النساء، ولكن كذلك بالنسبة للمسار الثاني النساء نشيطات فيه، والدليل على ذلك كثير من الحوارات والمشاورات التي نراها على المستوى الوطني وعلى المستوى الإقليمي والدولي. أما بالنسبة لما هو مركز بشكل أكبر حول نشاط النساء في إطار عمل السلام في المسار الثالث، وهو بالفعل يعتبر منظورا لأنه أساسا هو مرتبط بنشاطات النساء في المجتمع المدني. المسار الثالث هو يحيي الكم الأكبر لعمليات السلام في إطار نشاطات منظمات المجتمع المدني، المنظمات النسوية، المجموعات النسوية وكذلك منظمات بمختلف مشاربها في العمل الحقوقي والإنساني والإغاثي تبرز كثيرا لأنه يعتبر منوالا نعتاد عليه المجتمع في نشاطات، وبالفعل حظي بزخم غير عادي هذا المسار بنشاط النساء وارتباطه أكثر من عملية مبادرات النساء أو مبادرات السلام المحلية، لذلك نجد أن التركيز يأتي على دور النساء في المسار الثالث.
إذًا أستاذة مها، كيف يجب أن يكون التنسيق بين النساء في المسارات المختلفة؟ دعينا نتحدث عن القمة النسوية كأنموذج لهذا الأمر.
كيف يتم الربط بين المسارات؟ أولا لا بد فعلا من تشكيل حلقات وصل تربط المسارات فيما بينها وتجعل بالفعل المسار الثالث هو المغذي الرئيسي للثاني، والثاني هو المغذي للأول، فلا بد من علاقة ترابط تدعم هذه المسارات لكي نصل لعملية ناجحة، ولا ننسى أيضا أن نؤكد على الدعوة في مسألة إشراك الجميع في عملية إحياء المسارات الثلاث، وبالنسبة للقمة النسوية التي أثرت موضوعها هي طبعا فعالية مدنية تضم مجموعة المجموعات النسوية التكتلات الشبكات التحالفات بمختلف تكويناتها التي تسعى، سواء كانت الناشئة أو التي هي أساسا موجودة على الساحة، والتي هي معنية وكذلك المنظمات النسوية، وإلى جانب الشخصيات الأكاديمية والسياسية والاجتماعية وما إلى ذلك تضم أيضا المشاركة على مستوى تنوع جغرافي غير مقيد، يعني جغرافيا محددة أو منطقة محددة على مستوى اليمن، والأكثر كذلك أننا نجمع من هم موجودين في الداخل مع تمثيل من هو أساسا في خارج اليمن ويسعون أيضا لقضايا السلام. الهدف من القدم النسوية دعم الحركة النسوية في جعل جهود النساء مثمرة حقيقة في موضوع قضايا السلام والأمن والقضايا الوطنية ذات الشؤون الإنسانية والأمنية وأيضا الحقوقية، وهذا الذي جعل فعلا القمة النسوية تشهد هذا الشكل المتنوع يعكس صورة النساء وكيف تستطيع النساء أن تجتمع تحت منبر واحد تعبّر فيه عن مختلف القضايا وبهمّ واحد طالما يجمعهن هدف بناء السلام.
نعم إذًا ربما نستطيع أن نأخذ من هذا الكلام سؤالا مهما: ما أهمية مشاركة المرأة أو النساء بشكل عام في العملية السياسية؟
بالنسبة لأهمية مشاركة النساء في العملية السياسية أولا هي مسألة حق لا فصال فيه، حق من حقوق الإنسان وهو حق للمرأة، ولكن هذا الحق يعني يتطلب إثبات، لماذا نحن على النساء أن تشارك، أولا النساء عنصر أساسي في بناء هذا المجتمع وبناء الوطن اليوم في ظل المرحلة الحالية في بناء السلام وحفظ الأمن واستقراره، لذلك لا يمكن أن نستثني دور النساء، النساء إذا ما نحن نظرنا فعلا للمشاركة السياسية التي تجعل المواطنة النشطة للجميع المواطنين من نساء ورجال، وبالتالي لا يمكن أن نستثنى عنصرا هاما وهو النساء. من شأن النساء طالما المشاركة السياسية ما هي، هي إذا ما نحن ارتبطنا في إدارة شؤون هذا البلد وإدارة مصالح المصلحة العامة ومصالح المواطنين من حقوق وحريات فعل النساء تكون صوتا معبرا، ولعل قضايا النساء أكثر ما ترتبط تأثيراتها بأن تكون هناك مشاركة فاعلة وهادفة للنساء في العملية السياسية.
إذا كانت للمرأة هذه الأهمية في المشاركة السياسية، فلماذا ترفض بعض الأطراف حضور النساء في المشاركة سواء أكان ذلك على طاولة الحوارات أو المفاوضات؟ ما السبب الذي يجعلهم لرفض ذلك؟
أولا الخطأ المنهجي. خلينا نقول إنه تم بناء في إطار عملية ترتيبات هذا المسار أن يظل ضمن هيكلة تخص أطراف النزاع، وبالتالي أخذ وصف أنه إطار مسار لإدارة الصراع وليس لبناء السلام، ولكن حكم على أن يكون فعلا بين الأطراف والأطراف مهما كان مع نسبة متفاوتة هي لا تقل ولا تزيد عن الاثنين في أحسن ظروفه. أعتقد كانت في مفاوضات الكويت، ولكن مع استقرار إذا ما حدث تمثيل واحدة، وطبعا يأخذ جانب الحكومة الشرعية فيه مع تفريغ الطرف الآخر تماما لأي تمثيل إلى أنه فعلا هناك ممانعة تلقى قبولا من المسؤول عن هيكلة هذا المسار، وأنا أعني بالضبط هنا دور الأمم المتحدة والمعنية بدعم ومساندة النساء في المشاركة وفي النظر إلى أن عملية السلام لا تبنى فقط من خلال أطراف النزاع أو أنه فقط من الناس اللاعبين الرئيسيين في هذه الصراع وإغفال دور النساء وتعمد تهميشهن وإقصائهن، لأن عملية مبرمجة قائمة في حد ذاته على مستوى نضالات ليست من اليوم ولا مرتبطة بموضوع الصراع، ولكن على مدى بأن النساء تعيش تدني مستوى في مسألة المشاركة، وعندما نأتي إلى عملية السلام خاصة في هذا المسار كان يجب أن تُظهر الأمم المتحدة التزاما أكبر تجاه دعم ومساندة النساء، ولا أغفل أيضا دور المجتمع الدولي الذي عبرت النساء في كثير بكل الوسائل إلى أهمية أن تكون هي لها مشاركة وأن يعيد رسم هذا المسار بما يسمح إلى وجود النساء كافة مشاركات فاعلات، وإلا لما تعثرت إلى سبع سنوات اليوم عمليات السلام.
تعتقدين أنه إذا كانت المرأة مشاركة؟
آه أتوقع وأؤمن بذلك.
إذًا كنساء كيف تقيمن حضور امرأة واحدة في مفاوضات السويد التي كانت ممثلة بالأستاذة رنا غانم؟ كيف تنظرن إلى هذا الأمر؟ ألم يكن هناك انزعاج؟ ألم يكن هناك معارضة أن تمثل امرأة واحدة فقط في مفاوضات السويد؟
هو انزعاج، ولكن هو الآن الانزعاج المتوالي بالنسبة لنا، لأنه قلت لك في أحسن ظروفه كان تمثيل امرأتين، بل حتى في الكويت عندما كانت هناك مبادرة من الأمم المتحدة في دعوة النساء من خارج المفاوضات للمشاركة والتشاور مع أطراف النزاع حينها أثناء عملية المفاوضات لم يرحب الأطراف بذلك، فالمشاركة في استكهولم تكون موجودة أيضا رنا غانم، وأنا أعتقد وحسبما روي أنها كانت المشاركة بالصدفة أيضا. لم تكن عملية رسمية يعني كان ممكن تكون مفرغة تماما من النساء بشكل كبير. ما يؤكد في مسألة كانت بواحدة أو أعدمت فأنها تزيد مسالة أن هناك إقصاء وتهميش متعمد لدور النساء.
مشكلة مشكلة كبيرة يجب أن تصل إلى حلول قبل أن تتسع بشكل أكبر.
بالتأكيد هو طالما لا يتم تلمس فعلت أنه تأخير عملية السلام وارتباطات عملية السلام بمسألة المساواة بين الجنسين، وأيضا مسألة عملية السلام هي لصناعة مستقبل طبعا السلام لا يصنعه المقاتلون، ولكن مع ذلك نفرض يفرض علينا أن يكون هم موجودين داخل الطاولة المفاوضات بالتأكيد حرصا على إنجاح عملية السلام أن تكون في اتساع العملية المشاركة.
إذًا أستاذة مها، ما الحل من وجهة نظر النساء في الآلية التي يمكن أن تقاد بها البلد نحو السلام؟
الآلية التي تقاد فيها هي طبعا المنهجية القائمة والمعتمدة طالما لدينا تصميم لعملية وساطة أو رعاية تقودها الأمم المتحدة، وهي المعنية الرئيسية بذلك مع أطراف النزاع وأن تشمل جميع أطراف النزاع، أن لا يتم تصنيف عملية السلام في إطار بوتقة للقضايا وأيضا للأطراف وأيضا للمعنيين. أيضا الضرورات الإنسانية التي تستوجبها عملية السلام ما زالت لغتها باهتة ولا تصل إلى مسامع الأطراف أنفسهم.
مغيبة عن الواقع
بالضبط بالضبط، وهي غير مفروضة ضمن أجندة السلام والأمن وترك المساحة مريحة، وأنا أقول دائما: اتباع سياسة النفس الطويل في عملية السلام التي تترك الفرص ليس اليوم لمسألة إدارة الصراع بين طرفيه نحن اليوم تتعدد القوى وتتعدد الجبهات وتعدد ويزداد الوضع تفاقما على مستوى المنطقة المناطق المتأثرة بالاشتباكات والصراع الفعلي أو على مستوى المنطقة التي هل تستطيع الحكومة الشرعية أنت مديرها بشكل صحيح عمل تهيئ على الأقل فكرة إعادة بناء الدولة من خلالها.
-إذًا عن دور النساء في العملية السياسية وصناعة السلام سيكون محورنا الثاني في هذا البرنامج، ولكن بعد هذا الفاصل؟
أهلا بكم من جديد عن دور النساء في العملية السياسية في البلاد وصناعة السلام. ضيفة حلقتنا لهذا اليوم الأستاذة مها عوض. أهلا وسهلا بك أستاذة مها من جديد.
أستاذة مها هل نستطيع أن نقول وللأسف أنه فشلت المرأة اليمنية أو النساء في الحضور ضمن قوائم الحكومة وطاولة المفاوضات؟
هي لم تفشل لأنه بالعكس هي النساء تهدف إلى حد بعيد للمطالبة والضغط بأصواتها للمعنيين بإدارة ورسم هذه التشكيلة للوفود بالنسبة للأطراف المتفاوضة أو تشكيل الحكومة الذي وقف اليوم ذكورية بحتة. ذلك ما يمنع النساء من هو المنتخب قرار تشكيل الحكومة، إلى جانب لا نغفل أن الأحزاب السياسية، وهذا كان مؤسف ومحزن ومخزي إلى حد كبير، تهمش تماما النساء، ولأن أيضا واضح من شكل الحكومة الاخيرة كان من ضمن عملية إدارة صراع، ولم تكن عملية تهيئة أو حكومة تستطيع أن تخلق أرضا تمهيدية لإعادة بناء سلام ومعالجة تخفيف الأوضاع الإنسانية فلذلك استثنيت النساء، النساء دائما لسن طرفا في النزاع، بل نقول عندما يوجد نزاع لا بد أن يكون النساء طرفا في السلام، وهذا ما نردده دائما، لكن أرجع وأقول طالما لم تجد النساء إرادة سياسية جادة وفاعلة لاتجاه مشاركة النساء سنجد مثل اليوم تماما مشهد إفراغ النساء من المشهد، أقول إن أطراف النزاع عندها خوف من أن المقاعد عددها محدود وبالتالي أخذت من قبل الرجال، إن هناك نوايا لا تسعى للحل، فهذا ما يؤكد مسألة الاستبعاد الفعلي للنساء من التشكيل.
-إذا عدا التجارب الخارجية المختلفة في مجموعة من الدول مثل تجربة ليبيريا، هل نستطيع أن نقول مثلا عن نساء اليمن استفدن منها أو سيستفدن منها؟
تجربة ليبريا تجربة مختلفة، وعندما أصرت فعلا النساء وعملن على الاجتهاد بل بذل المزيد من الضغوطات وبمختلف الوسائل، ولعل الحالة التي لا تتشابه مع مجتمعنا اليوم، ولكنها مع ذلك استطاعت أن تخلق فيها ضغط، بالفعل هي تجربة، ونحن نشيد بها تماما، ونؤكد على أخذها كمثال بالفعل. وخليني أقول قد تبادلنا مسألة عرض التجربة في أوساط اليمنيات، لكن فكرة كيف تجمعين النساء إلى السلام.
- هل هناك صعوبة في جمع النساء؟
أنا أقول لك صراحة مع أننا كلنا ممكن نجتمع لهدف السلام وبناء السلام، ولكن الضغط على الأطراف بالفعل يتم من خلال المؤثرات القريبات منهن سواء على مستوى صناع قرار، سواء على مستوى الأحزاب، لكن هي لا تستطيع، لم تُمكن من هذا الدور فعليا، إنما لا أقلل أيضا من أننا في اليمن وبجهود وبظروف شديدة الصعوبة والتعقيد بل إن هناك عدم تجاوب ليس للمرة الأولى ولا الثانية استطاعت النساء اليمنيات أن تخرج وأن يصل صوتها، ونستطيع أن نقيس عليه مثالا إعلاء الصوت مع التجربة الليبيرية. لكم كمان أنا. وخلينا نكون واقعيين المناخ السياسي الذي جمع فعلا مفاوضات السلام في ليبيريا ليس اليوم في اليمن. ولكن مع ذلك نستطيع أن أقول وأنا أؤكد على ذلك دائما: علينا نحن أن نبتكر لأنفسنا، نتعلم ونبتكر أماكن ينفع فيها الضغط، ولكن هذا أيضا يتطلب صراحة أن نصل نحن النساء أولا لقناعة خلاص كفى، ولا بد من السلام.
- تحدثت عن النساء أنه ربما قد تكون هناك من الصعوبة بمكان أن يتم جمعهن تحت إطار واحد، مؤخرا عقد المبعوث الأممي للأمم المتحدة لقاء مع النساء الحزبيات، هل نستطيع أن نقول إن للنساء الحزبيات دورا أهم أو أكثر بروزا عن النساء المستقلات؟
لا. بالعكس أنا أرى العملية بالعكس. نحن برز دور النساء الحزبيات ويمكن نحن لو أعدنا القراءات للمشهد وكثيرا، أين كان دور النساء الحزبيات. صحيح أنهن مشاركات ومؤثرات، ولكن كيف ما كان وطبقا للواقع أيضا أن النساء الحزبيات مؤطرات في الحركة السياسية للحزب، التجربة التي نستطيع أن نحكم على فرادتها صمن تكتل النساء الحزبيات الذي هو جاء ردا على الاستبعاد التام والإقصاء والتهميش الذي واجهته النساء، وكانت هي سببا هذه الأحزاب التي لم تقدم على الأقل التزاما حقيقيا تجاه دعم النساء الحزبيات، وهي لا تقل كفاءة ولا مهارة عن غيرها ولا إيمانا ولا انتماء للحزب. ولكن بالعكس أنا أشوف فيها حاجة مناسبة ومناسبة أكثر للظرف، وبالنسبة للنساء المستقلات من وقت مبكر اجتهدن، وكانت موجودة في الوسط. الآن خلينا نقيس المسألة من حيث المساحة الحرة التي تحكم نشاط النساء المستقلات، ولكن بالنسبة للتفكير الحقيقي الذي يجب أن ننطلق منه الآن، نحن النساء سواء كنا مستقلات أو حزبيات يجب أن نشكل قوة ضاغطة واحدة، لأنه يجمعنا هدف واحد وهو السلام. طالما يجمعنا فعلا عدم ترك عمليات السلام والعملية السياسية بشكل عام تمر بهذا البطء المميت للسلام نفسه داخل اليمن.
كي تصل المرأة إلى ما تريد، أو لإيصال قضاياها يجب أن تتجه نحو الإعلام. دعينا نتحدث قليلا عن الإعلام اليمني. هل تعتقدين أن هناك تضليل نحو قضايا المرأة أو ربما إهمال وعدم إظهار لها أو ربما حتى عكس مساراتها مثلا؟
أولا دعيني أقولها صراحة بالنسبة للإعلام لي وجهة نظر، للأسف طالما الإعلام قسم نفسه بين الأطراف، وبالتالي حتى استخدامه لقضايا النساء سيتم عن طريق ما يناسب الأطراف، منحاز بالنسبة للقضايا، ووجدناه في أحسن أحواله، فهو لا يقدم النساء كفاعلات ومشاركات ومؤثرات في عملية السلام. ما زال الإعلام أيضا بحاجة إلى تطوير الخطاب أو السياسة الإعلامية، ومن ثم الخطاب والأدوار والبرامج الإعلامية للمرأة على مستوى المؤسسات نفسها حتى تظهر بشكل يرتقي مما عليه اليوم. أنا لا أنكر أن هناك دورا إعلاميا، خليني أقول ليس من أجل أن يقولوا إنني ضيفة البرنامج وقد أشدت بهذا البرنامج، أنا أقولها صراحة، عندما يأتي برنامج مثل هذا بالنسبة لي يمثل نقلة نوعية وبالتالي هذه ميزة. ذلك ما نحتاجه، ما نحتاجه مثل هذه البرامج أن تجمع النساء المستقلات والسياسيات تحاور النساء مثل ما تستضيف الكثير من الرجال. يقولون نحن نجمع المحللات، وكويس الآن ظهرت النساء تتحدث، لكن إلى أي مدى استطاعت أن تجد خطاب ودور إعلامي يخدم قضايا النساء في عملية السلام ويأتي بنتيجة حتى على مستوى المشاركة.
أستاذة مها لدينا العديد من المحاور الأخرى التي سنتحدث فيها لكن بعد هذا الفاصل.
أهلا بكم في برنامج النساء والسلام، البرنامج الذي نتحدث فيه عن دور المرأة في العملية السياسية وكيف تناضل المرأة في اليمن لأن تصل إلى ما تريد، ضيفة حلقتنا لهذا اليوم الأستاذة مها عوض، نرحب بك من جديد، ونتحدث الآن عن سيناريوهات العمل المدني والمجتمعي لخدمة عملية السلام. بداية لماذا نحتاج للعمل بالقرار الأممي رقم 1325 الخاص بالمرأة والأمن والسلام؟
لأنه أساسا القرار صدر عن مجلس الأمن الدولي في أكتوبر 2000م بشأن المرأة والأمن والسلام، وقد أعطى مساحة أكثر التزاما باعتباره قرار مجلس أمن دولي في مسألة تفعيل لمشاركة المرأة في عملية بناء السلام وركز بشكل أكبر على المشاركة التي من شأنها الحد من كثرة النزاعات الحاصلة وما تؤثر فيه هذه النزاعات على حياة النساء، وركز على موضوع الحماية، لأن النساء المتضررات الرئيسيات من النزاع، أنا لا أقول إن المدنيين خاصة من كل فئات المجتمع غير متأثرة، ولكن أنظر إلى موضوع التركيز على النساء باعتبارهن المتصدرات للالتزامات سواء في مسألة الرعاية والمسئولية تجاه الأسرة، أو هن من التي فعلا تتحمل أضرار النزوح القسري إثر هذه النزاعات أو المسئوليات الجديدة التي تتولاها المرأة تجاه الأسرة، بعد أن يكون الزوج أو الأخ أو الأب والابن قد يكون موجود بالجبهات للقتال أو تعرض لحادث ما سواء بالقتل أو الإصابة. كل هذا معنية فيما بعد ذلك هن النساء. كذلك موضوع أن القرار ركز بشكل كبير على أن نحاكي واقع حقوق النساء وحمايتها في إطار التزامات على مستوى خطط وطنية. وكان هذا بشكل كبير إذا ما قسنا اليوم في 2021م انظري كم نحن متأخرين واحد وعشرين سنة، لأنه في 2019م الحكومة صادقت على خطة للمرأة والسلام والأمن، وإن كان يشوبها ما يشوبها من القصور والثغرات والتي هي بحاجة إلى إعادة قراءة وتطوير بما يتلاءم ويجعلها فعلا خطة وطنية، لكن وقت طويل فات، وقت طويل فات من وقت صدور القرار من 2000م لم تخلُ منها حياة النساء في النزاعات بالنسبة لواقعنا في اليمن، بل كان يجب أن يكون في إعمال حقيقي لها. لكم كما تأخرنا وأنت تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي. ولكن أن تأتي متأخرا وتأتي مقصرا بالطبع لا. خلينا نشتغل بشكل أقوى على الخطة الوطنية، وفي إطار الخطة الوطنية نحن نتوقع أن يكون هناك التزام أكبر مع توفر إرادة سياسية طالما هناك في موافقة من الحكومة، وأن يكون هناك تنسيق وتعاون مشترك من جميع الجهات الفاعلة والمعنية بتطبيق هذه الخطة الوطنية، والأهم من ذلك أن تتاح مساحة للرصد والمساءلة عن عدم تطبيق هذه الخطة الوطنية. هذا فحوى القرار الرئيسي الذي يتم الشغل عليه.
طبعا ليس هو القرار الأول فمن مضمون القرار 1325 صدرت تسعة قرارات فيما بعد، وما زال لليوم آخر قرار 9243 الذي كان في 2019م للأسف كل هذه القرارات لا تجد لها الالتزام الفعلي والتطبيق على أرض الواقع. وهذا ليس جديدا لآنه لدينا كثير من الالتزامات التي سبقت القرار والقرارات اللاحقة به. كان القرار في مضمونة يؤكد على التزامات اليمن تجاه اتفاقيات القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، ويؤكد على التزامات اليمن تجاه تنفيذ منهاج عمل بيجين 1995م. كان لا بد أن يكون قد تخطينا هذه المراحل نحو الرفع من مستوى الالتزام والتنفيذ ونحن مع هذه المرجعية أيضا نأخذها أيضا كأدبيات كي نرسم ملامح من الصفر.
أستاذة مها، عن أهمية العمل للنساء ضمن تحالفات، لو تحدثنا عن مجموعة التسع النسوية هل تعتقدين أن هذا الأمر يضيف شيئا جديدا للمرأة؟
طبعا فكرة مجموعة التسعة جاءت مشكورة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة والتعاون من قبل السيدة دينا زوربة التي هي أساسا رئيسة الهيئة، وأيضا كانت معنا الأستاذة نوال عبابنة التي نكن لها الكثير من التقدير فيما قدمته لبناء مجموعة التسعة. مجموعة التسعة بالنسبة لنا تشكل خطوة أيضا من ضمن الخطوات التي نسعى فيها لإشراك النساء في عملية السلام أو لإبراز دور النساء الفاعل في عملية السلام، فعندما جاءت الفكرة لتشكيل مجموعة التسعة من مجموعات قائمة وفاعلة وذات تأثير، ولكن ليست هي كل المجموعات، حددت مجموعة التسعة لأننا فعليا تسع مجموعات، سبع منها مجموعات نسوية التي هي القمة النسوية والتوافق النسوي وجنوبيات من أجل السلام وشبكة أصوات النساء وصانعات السلام ونساء من أجل اليمن، وهناك معنا مجموعتين مختصة بالشباب، وهذا أيضا لنُدخل دماء جديدة في إطار التحالفات بين النساء والشباب ميزة. ولدينا نشاط رائع معهم، معانا منصة وعي ومجلس الشباب، فالفكرة كيف جاءت، وكيف تفاعلت فعليا بإظهار شكل من أشكال أنشطة السلام ليست على مستوى داخلي فقط، وإن كان بالمناسبة التي تمت خلاله وجود مجموعة التسعة متزامنة مع انتشار جائحة كوفيد19 في 2019م فإنه كان أغلب الأنشطة في البداية معروضة في إطار الفضاء الافتراضي، ولكن من خلاله استطعنا الوصول إلى الوعي واستطعنا الوصول للإعلام وعمل شغل غير عادي، خلينا نقول الخطوة الأعلى والأكبر من ذلك أنه كان في حضور للمجموعات النسوية في اللقاءات الدبلوماسية مع الدبلوماسيين ومع المعنيين في الحكومة، مع صناع القرار باسم مجموعة التسعة. طبيعي لما نتكلم عن مجموعة دائما أن تأتي بجهد جماعي أفضل من أن تأتي بشكل فردي أو منظمة أو مجموعة لحالها، مسألة التوسيع والتشبيك بين المجموعات بحد ذاته نقطة قوة أيضا، وبالعكس نحن نتمنى فعلا أن يكون هناك استمرارية لهذا لما حظيت بها مجموعة التسعة كان شغلا غير عادي ومؤثرا، ونتمنى أن يستمر.
نحن بالنسبة لنا في القمة النسوية باعتبار أنه أصلا القمة النسوية ليس لديها فقط مجموعة التسعة ومن هم موجودين في مجموعة التسعة النسوية، فنحن متوسعون إلى أكثر من ثمانية وثلاثين مجموعة وشبكة وتحالف وتكتل نسوي. تخيلي أن يكون في اليمن مثل هذا العدد، فعندما نشتغل مع بعض كيف يمكن أن يكون له قوة تأثير.
أريد أن أشير إلى نقطة أيضا التي هي مرتبطة بالفرصة المتاحة مع أنها لم تكن مأخوذة بالحسبان، لكن في إطار العمل على الإعلان المشترك الذي هو الخارطة المستحدثة من المبعوث الأممي كانت لدينا فرصة كمجموعات ونحن حتى في مجموعة التسعة ان نقرأه (الدقيقة 34.21) لكن الفرق أنه لم يأتينا رسميا مثلما جاء لأطراف النزاع.
لماذا؟ ما هو السبب؟
ذلك أنه فعلا يؤكد أنه ما زالت عملية الوساطة غير شمولية وغير متسعة فعلا لكي يكون آراء الناس جميعا تنعكس داخلها وأنه فقط ضمن إطار يخدم أطراف النزاع.
إذا ما هو تقييمك لأداء المنظمات الدولية والمجتمع الدولي في دعم حضور النساء في المشاركة السياسية؟
أستطيع القول إنه لا يمكن أن ننكر أن هناك جهدا، ولكن ما مستوى هذا الجهد؟ نحن مثلا على سبيل المثال لدينا أبرز قضية التي كانت إفراغ تام للنساء وعدم تمثيل واستبعاد النساء في الحكومة الجديدة. كنا فعلا تخطينا من بدري في التضامن النسوي على الشغل في الضغط من أجل إعادة تصحيح هذا الوضع من قبل أن يصدر القرار، ولكن مع ذلك صدر، ما فوجئنا به أن خطاب المنظمات الدولية والإقليمية والداعمة للنساء تأتي مثل خطابنا مشابه، بينما هي المؤثرة وتستطيع الوصول إلى صناع القرار بشكل أكبر، ويمكن لها أن تلعب في ميدانها بشكل أقوى مع الحكومة أو في إطار التشكيلة نفسها وتفرض وجود للنساء، لكن فضلت أن تظل وإلى اليوم هي مستاءة وهي تخطب معنا بنفس الخطاب مستهجن لما حدث للنساء، ولكنها ليست داعمة، وأنا لا أقيس ذلك الموقف على حساب الكثير من الجهود التي تقول إنها مبارك فيها، إنها تقوم بدعم النساء سواء في مسألة اللقاء وبناء القدرات والدعم الذي تقدمه بشكل أكبر لتقوية هذه المجموعات بتزويدها بالأنشطة كي تستطيع أن تكون مؤثرة على الأرض، وهذا شيء طيب، لكن أيضا عندما أقيس التدخل مع موضوع مبادرات السلام المحلية للنساء أرى أنه ما زال ضعيفا وضعيفا جدا دور المنظمات الدولية والإقليمية إلى أن تجد للنساء تلك المساحة، وإن كنت أؤمن أن السلام وصناعته لن يبدأ ويكون له نتائج مؤثرة مستدامة طالما لم نشتغل عليها من على الأرض وعلى مستوى محلي من البداية، وكل نتائج اليوم تؤكد هذا الكلام.
هل تعتقدين أن هناك خلافا ما بين النساء أو أنهن لا يتفقن مع بعضهن؟ وربما تكون هذه نقطة ضعف قد ينكرها الرجل علينا كنساء؟
لا، هو ليس خلافا. أولا هو اختلاف لا خلاف، والخلاف موجود، وخلينا نقول إن هذا طبيعة بشرية. ناس تختلف وتأخذ مواقف ليست مثل بعض. لكن هذا الخطاب أشعر إلى حد كبير شكل من أشكال الدعاية الاستهلاكية لصرف جهود النساء وتشتيت جهودهن، لأنه ما أجده اليوم وألمسه وأنا مع الجميع أستطيع أن أقول إن النساء اليوم أقرب لبعض، وأقوى مع بعض ويستطعن أن يكملن المشوار مع بعض. لكن أنا خفت لو أنا قلت هذا الكلام أن يخاف الرجال ويرجعوا يقولوا أيش بنشتغل بينهم. مسألة الخلاف واردة وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية. ولكن أستطيع أن أقول إن النساء هناك اليوم ما يجمعهن وهناك اليوم ما يستطعن أن يقمن به مع بعض، وأن يحققن مع بعض على الأرض شيئا مختلفا.
أستاذة مها عوض نحن كنا سعداء جدا في هذا اللقاء الجميل. كلمة أخيرة تحبين أن تقوليها قبل نهاية الحلقة؟
أشكركم جدا على البرنامج، شكرا لك مايا، وشكرا لكل الفريق العامل وكل الناس التي لها جهد في هذا البرنامج الرائع، وبالفعل إذا كان نستطيع أن نوجه هذا البرنامج فرصة بالنسبة لدعم خطابنا النسائي من أجل السلام، فإنني أجدها فرصة لدعوة أن يكون في شغل أكبر وأن يؤمن الجميع إن لم يستطع أن يقدم شيئا للسلام، فعليه أن لا يكون مصدر لزيادة عرقلة أو تعثر السلام، عليه قدرة إنسانية، ونحن ما نقدر نقول للجميع: كونوا معنا في السلام، ولكن من استطاع أن يكون مع السلام عليه أن يكون مع الجميع، ومن لم يستطع عليه أن يتنحى ويكون بعيدا حتى لا يكون مصدر لقوة الشر الأكثر والمعطلة لعملية السلام.
شكرا جزيلا لك أستاذة مها. وحقيقة أنه لا يمكن العثور على السلام عن طريق تفادي الحياة بل عن طريق إثبات وجودنا كنساء فيها