صرخة في قمم العجز.. من الدوحة إلى دعوة توازن القوى العالمية!
​بقلم: المستشار مسعد صالح الأقطع

لقد طفح الكيل، وبلغ السيل الزُبى، وأصبح التخاذل وصمة عار لا تُمحى على جبين أمتنا.

​ففي الخامس عشر من سبتمبر عام 2025، انعقدت في الدوحة القمة العربية والإسلامية التي حشدت أكثر من سبعة وخمسين دولة، يمثلون قيادات الأمة العربية والإسلامية. كنا نأمل أن تكون هذه القمة منارة للوحدة والعمل، ودرعاً واقياً لأبناء جلدتنا. ولكن المؤسف والمخزي أن هذه القمة كانت من أفشل القمم على الإطلاق.

​لقد عجزت القمة عن تحقيق أدنى استجابة لما تعرضت له دولة قطر من عدوان سافر، كما فشلت فشلاً ذريعاً في تلبية نداءات الاستغاثة الصادرة من أبنائنا في غزة.

​يا قيادات الأمة العربية والإسلامية!

​إخوانكم وأبناء جلدتكم يستغيثون بكم من التنكيل والتدمير وتجويع وتشريد وإبادة جماعية ترتكبها حكومة الكيان الصهيوني، برئاسة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، بحق مدن وقرى قطاع غزة. إن المطلوب منكم ليس مجرد بيانات فارغة؛ بل هو كسر الحصار فوراً، وفتح المعابر، وإيقاف جريمة حرب الإبادة الجماعية التي ترتكب بلا رادع. هل من مجيب؟ أم على عقول وقلوب أقفالها؟! أما البيان الختامي لقمة الدوحة، فـ "ما ربحت تجارتكم وما كنتم مهتدين".

​إن هذا العجز ليس مشكلة إقليمية فحسب، بل هو انعكاس لخلل عميق في ميزان العدل والقوة على مستوى العالم. ولذلك، آن الأوان لتوجيه رسالة واضحة لا تقبل اللبس.

​رسالة موجهة إلى بلدان العالم الحر والمحبة للسلام:

​لقد حان الوقت المناسب لندرك جميعاً أن النظام العالمي الراهن لم يعد قادراً على تحقيق العدالة أو حماية الضعفاء. يجب أن تتضافر الجهود، وعلى رأسها القيادة الروسية والقيادة الصينية، وكل القيادات والشعوب المحبة للسلام في أنحاء العالم، لإنشاء حلف عسكري جديد يهدف إلى توازن ميزان القوى في العالم.

​إن هذا الحلف ضروري للدفاع عن شعوب العالم الضعيفة وإصلاح الخلل الواضح في المنظمات الدولية الذي يعتمد الكيل بمكيالين. يجب العمل فوراً على إلغاء حق الفيتو بمجلس الأمن الدولي، واعتماد مبدأ أن تمرير القرارات الدولية يكون من خلال التصويت لأعضاء مجلس الأمن الدولي متعددي الأقطاب والدائمي العضوية.

​إننا نطالب القوى الدولية بالعدل وعدم التمييز بين شعوب العالم، فجميعنا مخلوقون من مخلوقات الله. يجب العمل على تحقيق السلم الدولي ونشر المحبة بين شعوب العالم، أياً كان جنسها أو عرقها أو ديانتها، ونبذ الكراهية والحث على التعايش السلمي.

​إن وقف الحروب يتطلب إقرار حق تقرير المصير للشعوب، بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

​إن الطريق إلى السلم والأمن يبدأ من العدل، ولن يتحقق العدل إلا بتوازن القوى وإصلاح هياكل القرار الدولية.

​والله ولي الهداية والتوفيق،،

متعلقات