
نتوجه اليوم بصرخة مدوية إلى القارئ الكريم حول مفارقة صارخة وكارثة أخلاقية يمارسها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، الذي وضع نفسه في مؤتمر شرم الشيخ الدولي لوقف الحرب في قطاع غزة في موقع الخصم والحكم والوسيط والضامن في آن واحد.
لقد حضر الرئيس ترامب ووقع على اتفاق لوقف جريمة حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي. ثم نراه في اليوم التالي يهدد حماس وفصائل المقاومة في فلسطين بنقض الاتفاق والعودة إلى الحرب!
ما هي الحجة الواهية هذه المرة؟ إنها مسألة جثث الجنود الإسرائيليين الموجودة تحت أنقاض المباني التي دمرتها آلة الحرب الصهيونية. علماً بأن حركة حماس طلبت مراراً آلات ومعدات لرفع الأنقاض، لكن لم يستجب أحد لطلبها، كون المقاومة لا تمتلك معدات لرفع الأنقاض لاستخراج تلك الجثث!
إن هذا الموقف يكشف للعالم أجمع عن ضرورة إعادة النظر في التعامل مع عقلية الرئيس ترامب، المصاب بـ داء جنون العظمة. لقد مارس ضغوطات هائلة على زعماء دول العالم، بما فيهم الأوروبيون والدول العربية والإسلامية، مطالباً إياهم بأن يحكموا شعوبهم وبلدانهم بـ نظرية الديماغوجية بدلاً من الديمقراطية، وكل ذلك خدمة للصهيونية العالمية. بل إنه يذهب إلى حد رفض إعادة إعمار قطاع غزة نكاية بأهله الصامدين.
وهنا يطرح السؤال الكبير الذي يحير العالم أجمع والشعب الأمريكي: هل هذه العقلية سوية أم ماذا؟
لقد بدأ الشعب الأمريكي نفسه يتوجس من رئيسه ترامب، حيث أن تصرفاته وشخصيته قد شوّهت سمعة وصورة الولايات المتحدة الأمريكية والعدالة الدولية أمام العالم. والسبب في ذلك هو دعمه اللامحدود – العسكري والسياسي والاقتصادي – لأخيه من الرضاعة، رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني، نتنياهو مجرم الحرب، ومن وراءهما اللوبي الصهيوني الذي يدور في فلكه.
لقد أصبح لزاماً على حكومات وشعوب العالم الحر أن تواجه الصهيونية العالمية ومخاطرها على شعوب الأرض. ويتم ذلك من خلال إنشاء مراكز وطنية في بلدانهم لمناهضة هذه الصهيونية وتوعية شعوبهم بحقائق مخاطرها.
إن الحقائق تؤكد للعالم أجمع أن شياطين الجن، لو اختلفنا معهم نحن بني البشر، فإنهم أرحم بنا مما تقوم به الصهيونية من جرائم بحق الإنسانية. لقد قلبت الحقائق، وقتلت البشر، ودمرت أكثر من 13 مدينة بكامل مرافقها في قطاع غزة، ونكّلت وشردت وجوّعت أكثر من مليوني مواطن أعزل.
ختاماً لهذا المنشور: على العالم أن يصحو من سباته العميق ويقول كلمة حق في وجه الظالم، خدمة للإنسانية والعدالة الدولية، وإقراراً بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
حفظ الله اليمن وأهله وقيادته المؤمنة، والله ولي الهداية والتوفيق...